Page 85 - web
P. 85

‫‪435‬‬  ‫الحركـــة الأمنيـــة ومرافقـــة الشـــخصيات‬            ‫بهدف دقيـــق ومحدد‪ .‬ممـــا جعل الحرب‬               ‫أو أي كلمـــة تـــدل على التغيير البســـيط‪.‬‬
     ‫تمت بالـــزي المدني والســـيارات المدنية‬               ‫بالدرونـــز مـــن الأشـــكال التخريبيـــة التـــي‬  ‫وهـــذا يؤكـــد أهميـــة تغييـــر الســـلوك‬
     ‫مع اســـتمرار الحركـــة المرورية الاعتيادية‪.‬‬           ‫تســـتحق الرد‪ ،‬ولكنها في الوقت نفســـه‬             ‫والعادات دون اللجـــوء إلى إصدار نصائح‬
     ‫وعندمـــا تقـــرر انعقـــاد القمـــة عـــن بعد‪،‬‬        ‫لا تســـتدعي قيـــام حـــرب بيـــن دولتيـــن‪،‬‬      ‫وتحذيـــرات ومحاولات للإقنـــاع أو تنفيذ‬
     ‫لـــم يتغيـــر شـــيء فـــي الحيـــاة العامـــة‪،‬‬       ‫وفكـــرة الوكـــز أن الدرونـــز تدمـــر الهـــدف‬
     ‫علـــى الرغـــم مـــن حتميـــة وجود انتشـــار‬          ‫الإســـتراتيجي دون تحطيـــم المعنويـــات‬                                       ‫مشـــاريع كبرى‪.‬‬
     ‫أمنـــي كبيـــر؛ نظـــ ًرا لضخامة المناســـبة‪.‬‬                                                            ‫تأثـــر كتاب الوكـــز بكتاب دانيـــال كانيمان‬
     ‫ممـــا يؤكد أهميـــة إدارة الأمـــن بالوكز أو‬               ‫الشـــعبية التـــي تحدثهـــا الصواريخ‪.‬‬        ‫المترجـــم بعنـــوان «التفكيـــر الســـريع‬
                                                            ‫اهتمـــت دول كثيـــرة بتأســـيس وحـــدات‬           ‫والبطـــيء»‪ ،‬ويقصـــد بالنظـــام الســـريع‬
                         ‫بالوضـــع الافتراضـــي‪.‬‬            ‫متخصصـــة في الوكـــز‪ ،‬ويوجد عشـــرات‬              ‫الشـــخص الذي يتخـــذ القـــرارات بطريقة‬
     ‫وهـــذا النمـــوذج الجديد في السياســـات‬               ‫التجـــارب الموثقـــة لهـــا‪ ،‬رصـــد منهـــا‬       ‫تلقائيـــة وغيـــر واعيـــة تب ًعـــا للروتين‪ ،‬وما‬
     ‫الأمنية التي تمارس مهامها دون إشـــعار‬                 ‫كتاب «الاقتصـــاد الســـلوكي وتطبيقاته‬             ‫اعتـــاد عليـــه الفـــرد‪ ،‬أو مـــا يســـمى عقل‬
     ‫المجتمع وحركة الســـيارات بوجود شـــيء‬                 ‫عالم ًيـــا” (‪ )2019‬لأحمـــد حســـن النجـــار‬      ‫القطيـــع‪ .‬أمـــا النظـــام البطـــيء فهـــو‬
     ‫مختلـــف‪ ،‬ســـوف يغيـــر مفاهيـــم الأمن‬               ‫حوالـــي أربعيـــن تجربة في بلـــدان أوروبية‬       ‫عقلانـــي يعتمـــد علـــى اتخـــاذ القـــرارات‬
     ‫وتحويلـــه مـــن الأمن الصلـــب إلى الأمن‬              ‫وعربيـــة وإفريقيـــة وآســـيوية‪ ،‬وكلهـــا‬         ‫بوعي وإدراك للمكاســـب والخسائر وف ًقا‬
     ‫الســـائل‪ ،‬وتحقيـــق أهدافـــه بأســـاليب‬              ‫أعطت نتائج ناجحة فـــي ثمانية قطاعات‬               ‫لـــكل حالـــة يتطلـــب فيهـــا اتخـــاذ القرار‪.‬‬
                                                            ‫هـــي‪ :‬الصحـــة والتعليـــم والسياســـات‬           ‫وقـــد فـــاز كانيمان وثالر بجوائـــز نوبل في‬
                                           ‫نا عمة ‪.‬‬         ‫العامـــة والاتصـــالات والطاقـــة وحماية‬          ‫الاقتصـــاد نظيـــر تركيـــز دراســـاتهما على‬
                            ‫شرطة الأمن البيئي‬               ‫المســـتهلك وســـوق العمـــل والخدمات‬              ‫أهميـــة تأثيـــر التفاصيـــل الصغيـــرة فـــي‬
     ‫أســـهم الأمن البيئي في تحســـين المزاج‬                ‫الماليـــة والمصرفيـــة‪ ،‬ويوجـــد تجـــارب‬
     ‫العـــام مـــن خـــال الحفـــاظ علـــى البيئـــة‬       ‫كثيـــرة‪ ،‬ومـــا تـــزال دول العالـــم تنفـــذ‬                                ‫تغييـــر المجتمع‪.‬‬
     ‫والحـــد مـــن الاحتطـــاب الجائـــر والرعـــي‬         ‫تجـــارب علـــى مجتمعاتهـــا وتنشـــر‬              ‫المثـــال الأقـــرب لإيضـــاح الفكـــرة هـــي‬
     ‫العشـــوائي الـــذي كان مصـــدر قلـــق‬                 ‫منهجيتهـــا ونتائجهـــا لتبـــادل الخبرات مع‬       ‫نغمـــة اتصـــال الجـــوال (الموبايـــل) التي‬
     ‫شـــعبي‪ .‬وصـــار لـــدى المجتمـــع وحمـــاة‬            ‫بلـــدان العالم‪ .‬وكلها تجـــارب جديدة تؤكد‬         ‫تأتي مـــن المصنـــع بعشـــرات النغمات‪،‬‬
     ‫البيئـــة مرجعية رســـمية للتواصـــل معها‬              ‫أن التغييـــر الناعـــم هو أحد أهـــم خيارات‬       ‫ولكـــن نغمـــة واحـــدة هـــي الوضـــع‬
     ‫فيمـــا يتطلـــب حمايـــة‪ .‬وقـــد أســـهمت‬                                                                ‫الافتراضـــي‪ ،‬فيبقـــي أكثـــر مـــن ‪95%‬‬
     ‫فكـــرة شـــرطة الأمـــن البيئي فـــي حماية‬                                           ‫المســـتقبل‪.‬‬        ‫من المســـتهلكين له علـــى نغمة اتصال‬
     ‫البيئـــة دون تدخل فـــي كثير من الحالات‪،‬‬              ‫نشـــأ فـــي الســـعودية حزمـــة إصلاحـــات‬        ‫الوضـــع الافتراضي‪ ،‬بينمـــا أقل من ‪5%‬‬
     ‫لمعرفـــة الجميـــع بـــأن الوضـــع الجديـــد‬          ‫أمنيـــة وتنمويـــة كانت بمثابـــة الوكز من‬        ‫يغيـــرون النغمـــة مـــن خلال الإعـــدادات‪.‬‬
     ‫أصبـــح تحـــت الســـيطرة‪ ،‬وأن الرعـــي‬                ‫أجل ســـامة المجتمع وأمنـــه‪ ،‬أو التغيير‬           ‫بمعنـــى أن التغييـــر لإبقـــاء الســـلوكيات‬
     ‫والاحتطـــاب مرفوض رســـم ًيا وشـــعب ًيا‪.‬‬             ‫الناعـــم ليكـــون التغيير الجديد هـــو الوكز‬      ‫فـــي الصحـــة والتعليم والتنميـــة والأمن‬
     ‫أنتـــج هـــذا الوكـــز مجـــا ًل جديـــ ًدا لعـــودة‬  ‫والوضـــع الافتراضـــي الجديـــد‪ ،‬مثـــل‬           ‫بوصفـــه وض ًعـــا افتراض ًيـــا‪ ،‬ســـيكون‬
     ‫حمايـــة البيئـــة والتشـــجير لمناطـــق‬
     ‫المملكـــة بعد حقبة طويلـــة من التصحر‪.‬‬                                                     ‫ا لتا لي ‪:‬‬      ‫متقبـــ ًا كســـلوك طبيعـــي للإنســـان‪.‬‬
               ‫الوكز الأمني في حدائق الأحياء‬                         ‫الوكز الأمني في قمة العشرين‬               ‫ويمكـــن تقديـــم مثـــال اجتهـــادي فـــي‬
     ‫كانـــت بعض حدائق الأحياء في الســـابق‬                 ‫شـــهدت المملكـــة اســـتضافة كبـــرى‬              ‫القطاع العســـكري لتقريب فكـــرة الوكز‪،‬‬
     ‫محاطة بســـياج حديـــدي‪ ،‬وتفتـــح أبوابها‬              ‫تتمثـــل فـــي انعقـــاد مجموعـــة قمـــة‬          ‫وإن كان ليـــس من صميمها‪ ،‬وهو تحول‬
     ‫فـــي أوقات محـــددة‪ ،‬وتغلق فـــي أوقات‬                ‫العشـــرين في نوفمبـــر ‪ ))G20 2020‬في‬              ‫الحروب من اســـتخدام القنابـــل المدمرة‬
     ‫المساء‪ ،‬مما جعل وســـط الحديقة مكا ًنا‬                 ‫الرياض‪ ،‬والراصد الأمني للاســـتعدادات‬              ‫لمنطقـــة كاملـــة مـــن أجل تدميـــر موقع‬
     ‫مهجـــو ًرا ومظل ًما ومشـــج ًرا ومأمو ًنا من‬          ‫لـــم يلحظ أي حالة اســـتنفار تســـبق عادة‬         ‫صغيـــر فيهـــا‪ ،‬إلـــى اســـتخدام طائـــرات‬
     ‫المـــارة؛ ممـــا جعلـــه بيئة خصبـــة لتجمع‬           ‫مثـــل هـــذه الأحـــداث الضخمـــة بوقـــت‬         ‫الدرونـــز لتدميـــر الهـــدف المحـــدد دون‬
     ‫المنحرفيـــن فيها أثناء أوقـــات الليل حتى‬             ‫طويـــل‪ ،‬وإنما ســـارت الحركـــة الاعتيادية‬        ‫الضجيـــج والدمار الذي تحدثـــه الصواريخ‬
                                                            ‫بحســـب الوضـــع الافتراضـــي‪ ،‬وهـــو‬              ‫التقليديـــة‪ ،‬وذلك لخفة وزنها وســـرعتها‬
                                    ‫قبيل الفجر‪.‬‬             ‫المعتاد فـــي الحياة اليوميـــة‪ ،‬وذلك لأن‬          ‫وعـــدم كشـــفها بســـهولة والتزامهـــا‬

     ‫‪85‬‬
   80   81   82   83   84   85   86   87   88   89   90